الأربعاء، 27 أبريل 2011

مؤشرات الأسهم الأمريكية ترتفع في تعاملاتها الآجلة، وسط ترقب المستثمرين لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة بخصوص أسعار الفائدة

يوم جديد يهل علينا في الولايات المتحدة الأمريكية عزيزي القارئ، حيث ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 0.3 بالمئة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بواقع 0.2 نقطة ليصل إلى مستويات 1344.20 نقطة، في حين ارتفع مؤشر النازداك 100 في تعاملاته الآجلة أيضاً بواقع 0.5 بالمئة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:16 صباحاً بتوقيت لندن)، حيث جاء الارتفاع بسبب تفاؤل المستثمرين حيال اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة اليوم.



وقد أغلقت الأسهم الأمريكية يوم أمس بتحقيق أرباح كبيرة، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 غلى أعلى مستوى له منذ شهر حزيران/يونيو 2008، في حين ارتفع العائد على سندات الخزينة لعشرة أعوام ولعامين وذلك في ظل ترقب الأسواق لما سيسفر عنه اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة.



ولم يشهد يوم أمس الثلاثاء صدور أية بيانات ذات أهمية عن الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فإن نتائج الشركات الأمريكية والخاصة بالربع الأول من العام الجاري سيطرت على أذهان المستثمرين، وبصفتها جاءت مبهرة وبأعلى من التوقعات في معظمها فقد دفعت مستويات الثقة لدى المستثمرين ودفعت بهم إلى التفاؤل ليقبلوا على المخاطرة، ولكن ذلك لا ينفي ترقبهم لقرار الفائدة الأمريكي اليوم.



هذا وقد ارتفعت اليوم عائدات سندات الخزينة الأمريكية لأجل عامين أيضاً، عقب ارتفاع الدولار الأمريكي وسط إقدام المستثمرين على تقليص مراكزهم المدينة في ظل ترقبهم لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة بخصوص أسعار الفائدة، مع ابتعادهم عن المخاطرة والعملات ذات العائد المرتفع نوعاً ما، إذ تتجه أنظار هؤلاء المستثمرين في مثل هذه الحالات إلى البنك الفدرالي الأمريكي بحثاً عن أية مؤشرات بشأن أسعار الفائدة وإمكانية رفع أسعار الفائدة الرئيسية خلال الفترة المقبلة، لذا فأنظار المستثمرين حول العالم متجهة اليوم نحو اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة والتابعة للبنك الفدرالي الأمريكي.



حيث سيصدر البيان المصاحب لقرار الإعلان عن أسعار الفائدة اليوم في تمام الساعة 16:30 بتوقيت غرينيتش، وأنظار المستثمرين لن تنتظر تناول المحضر لجملة واحدة هذه المرة، وهي: "أسعار فائدة منخفضة لفترة أطول من الزمن"، وذلك بسبب ترقبهم لخطاب رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي، والذي سيدلي به عقب القرار بحوالي الساعيتن، وبالتحديد في تمام الساعة 18:15 بتوقيت غرينيتش.



وقد تناول البنك الفدرالي الأمريكي في أكثر من مناسبة الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند مستويات متدنية لضمان الاستقرار الاقتصادي وتحقيق النمو من خلال الإبقاء على تكاليف الإقراض عند مستويات متدنية، مما يساعد المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة الأمريكية على توسيع معدلات إنفاقهم، نظراً لاعتماد عجلة النمو في الولايات المتحدة الأمريكية على الإنفاق بشكل كبير.



ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الأوضاع الاقتصادية شهدت تحسناً في مطلع العام الجاري وفي شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الاضطرابات التي شهدتها ولا تزال تشهدها مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دفعت بأسعار النفط الخام إلى الارتفاع، ليؤكد الفدرالي على أن ذلك الارتفاع قد يقود إلى ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة وبشكل مؤقت، مما يقوض مستويات النمو مرحلياً في الولايات المتحدة.



ولا يزال الاقتصاد الأمريكي يواجه مشكلات جمة تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة في البلاد وتشديد شروط الائتمان، حيث عملت ولا زالت تعمل تلك العوامل على تدمير الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من تحسن أداء سوق العمل أو قطاع العمالة في الآونة الأخيرة عندما شهدنا انخفاض معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 8.8 بالمئة مؤخراً، لذا فمن المرجح أن يبقي البنك الفدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة ضمن معدلاتها الحالية المتدنية عند 0.00% - 0.25%.



وتشير التوقعات والتكهنات بأن البنك الفدرالي الأمريكي سيؤكد اليوم على أن خطط التخفيف الكمي 2 والتي أقرت لدعم عجلة النمو الاقتصادي في البلاد، ستنتهي كما هو مقرر لها في شهر حزيران/يونيو المقبل، دون وضوح أية معالم ما إذا كان البنك سيلجأ إلى خطة ثالثة للتخفيف الكمي، حيث تشير التوقعات إلى أن ذلك مستبعداً في الوقت الحالي، بسبب ما تشهده مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستويات رأت فيها وكالة الطاقة الدولية "مستويات حرجة".



وقبيل اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، فسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي قراءة طلبات البضائع المعمرة عن شهر آذار/مارس، والذي من المتوقع أن يرتفع بنسبة 1.5% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت انخفاضاً بنسبة 0.9% خلال شهر شباط الماضي، في حين تشير التوقعات إلى ارتفاع قراءة مؤشر الطلبات المعمرة عدا المواصلات عن الشهر ذاته وبنسبة 2.3% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت انخفاضاً بنسبة 0.6% خلال شهر شباط.



وفي الوقت ذاته فالشركات الأمريكية ستواصل الإعلان عن نتائجها المالية للربع الأول المنتهي في 31 من آذار 2011 اليوم، حيث أظهرت معظم الشركات الأمريكية حتى الآن أرقاماً بأفضل من التوقعات، علماً بأن شركات أمريكية من العيار الثقيل أمثال شركة بوينغ وموديز ستعلن اليوم عن تقارير أرباحها الخاصة بالربع الأول من العام الجاري 2011، وإذا ما جاءت تلك النتائج بأفضل من التوقعات، فإن ذلك سينشر حتماً مزيداً من الثقة في الأسواق.



وفي النهاية فقد ارتفعت أسعار عقود النفط وبشكل طفيف في ظل قيام المستثمرين بتعديل مراكزهم في انتظار اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة، حيث وصل سعر النفط إلى 112.59 دولار لبرميل عقب افتتاح تداولاته على سعر 112.16 دولار للبرميل محققاً أعلى مستوياته عند 112.80 دولار للبرميل وأدناها عند 111.87 دولار للبرميل، علماً بأن ذلك يعد استقراراً للنفط وتداولاً ضمن أطر ضيقة في ظل حالة الترقب كما أسلفنا



ومن ناحية أخرى فقد استقرت أسعار الذهب هي الأخرى ليصل إلى 1507.48 دولار للأونصة بالمقارنة مع مستويات الافتتاح والتي بلغت 1508.46 دولار للأونصة محققاً أعلى مستوياته عند 1509.88 دولار للأونصة وأدناها عند 1503.85 دولار للأونصة، وسط ترقب المستثمرين لاجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة في وقت لاحق اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق